كل ما تحتاج إلى معرفته عن القطار الهيدروجيني الذي ستطلقه السعودية

أعلنت الخطوط الحديدية السعودية (سار) يوم الأحد الماضي موعد إطلاق تجارب القطار الهيدروجيني في المملكة العربية السعودية سيكون خلال شهر أكتوبر الحالي، وذلك عقب توقيعها اتفاقية مع شركة (ألستوم) الفرنسية، بهدف إجراء التجارب التشغيلية والدراسات اللازمة للعمل على تجهيز هذا النوع من القطارات ليتلاءم مع بيئة المملكة وأجوائها، وذلك تمهيدًا لدخولها الخدمة مستقبلًا.

وأشارت (سار) إلى أن تشغيل هذه القطارات، يعد الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مما يبرز التزام المملكة ومبادرتها نحو تبني تقنيات النقل المستدامة.

تقنيات النقل المستدامة:


قال الأمير عبد العزيز بن سلمان؛ وزير الطاقة السعودي خلال كلمته في أسبوع المناخ في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا المنعقد في الرياض حاليًا: “إن التشغيل التجريبي لأول قطار يعمل بالهيدروجين في المنطقة سيبدأ الأسبوع المقبل، ونأمل أن يكون لدينا في الأشهر القليلة المقبلة أول قطار يعمل بالهيدروجين في الشرق الأوسط”.

وأكد الأمير عبد العزيز بن سلمان أن المملكة تحظى بإمكانات تسمح لها باحتجاز الكربون وتخزينه، ولا يوجد أكثر أهمية للمملكة ودول مجلس التعاون الخليجي والعراق من الاستثمارات الكافية لضمان عمل هذه التقنيات من خلال المحفزات والممكنات، مبينًا أن نجاح ذلك سيعود بالنفع على الجميع ويتوافق مع أهداف اتفاقية باريس للمناخ.

وقال خلال المشاركة في جلسة حوارية بعنوان “تعزيز المشاركة الشاملة والاقتصاد الدائري لتحقيق تحولات طاقة عادلة ومنصفة”: “يمكننا أن نكون المصدِّر للهيدروجين النظيف، والمنتج والمصدِّر للكهرباء النظيفة أيضًا”، موضحًا أن المملكة تبنت نهجًا شاملًا يتضمن جميع إمكاناتها، لإنتاج الطاقة من المصادر المتجددة، وإنتاج الهيدروجين، وخطوط وأنابيب لتوزيعه، ونقل الكهرباء.

وشارك في الجلسة الحوارية وزير الطاقة والبنية التحتية الإماراتي سهيل المزروعي، ووزير النفط العراقي حيان عبد الغني، ووزير التغير المناخي الباكستاني أحمد إسلام، وفقًا لما جاء في بيان أوردته وكالة الأنباء السعودية (واس).

ما القطار الهيدروجيني؟

يُعد القطار الهيدروجيني واحدًا من أهم الابتكارات الحديثة في مجال النقل المستدام، وذلك عبر توليد الطاقة اللازمة لتشغيل القطارات دون أي انبعاثات كربونية، كما يتمتع بمجموعة من الفوائد التي تجعله خيارًا مثاليًا للطاقة المستدامة، إضافة إلى ما يتميز به من خصائص لها أثر إيجابي على البيئة والاقتصاد ومستقبل الأجيال القادمة.

تجدر الإشارة إلى أن التجارب المعتمدة للقطارات الهيدروجينية بدأت في عام 2018 في ألمانيا، واستمرت حتى عام 2020، ليبدأ التشغيل التجاري لنقل الركاب بهذا النوع من القطارات بشكل محدود في عام 2022 بين مدن كوكسهافن وبريمرهافن وبريمرفورد وبوكستهود.

تُعد القطارات الهيدروجينية ثورة في عالم النقل، حيث تعتمد على التفاعل الكيميائي للهيدروجين المُخزن على سطح القطار مع الأوكسجين داخل خلايا الطاقة التي تمثل قلب نظام القطارات الهيدروجينية، وتنتج هذه العملية طاقة كهربائية تتجه إلى بطاريات الليثيوم لتخزينها، وتمد عجلات القطار بالطاقة اللازمة لتحريكها، وتتميز تلك التقنية بأنها تعطي كفاءة الطاقة المعتمدة على الوقود الأحفوري نفسها.

ما مزايا القطارات الهيدروجينية؟


تتميز قطارات الهيدروجين بمجموعة من الفوائد التي تجعلها خيارًا مثاليًا للنقل المستدام، وأهمها:

وسيلة نقل خالية من انبعاثات الغازات الدفيئة أو ملوثات الهواء، والعادم الوحيد الناتج هو بخار الماء.
انخفاض تكلفة التشغيل مقارنة بالقطارات التقليدية.
الاعتماد على مصادر الطاقة النظيفة، مثل: الهيدروجين الأخضر.
ما أهداف التجربة التي ستطلقها (سار)؟
تهدف التجربة التي أعلنت الخطوط الحديدية السعودية (سار) إطلاقها خلال الشهر الجاري إلى ما يلي:

إجراء التجارب التشغيلية والدراسات اللازمة للقطار الهيدروجيني.
تجهيز هذا النوع من القطارات ليتلاءم مع بيئة المملكة وأجوائها.
تمهد التجربةُ لدخول القطارات الهيدروجينية التشغيل التجاري لنقل الركاب في المملكة مستقبلًا.

لماذا القطارات الهيدروجينية؟


تسعى الخطوط الحديدية السعودية إلى إدخال القطارات الهيدروجينية في الخدمة قريبًا من أجل التحول إلى منظومة نقل أكثر استدامة عبر تحسين جودة الحياة وحماية الأجيال القادمة باستخدام مصادر الطاقة النظيفة في العمليات التشغيلية، والتزام منظومة النقل والخدمات اللوجستية في تحقيق مبادرة السعودية الخضراء المنبثقة من رؤية المملكة 2030، عبر تطبيق المبادرات المتعلقة بخفض الانبعاثات الكربونية لحماية البيئة.

وقد أوضح المهندس صالح بن ناصر الجاسر؛ وزير النقل والخدمات اللوجستية، رئيس مجلس إدارة الخطوط الحديدية السعودية “سار” أن هذه الخطوة تأتي ضمن مستهدفات الإستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية، وخطط التحول إلى منظومة نقل أكثر استدامة تعتمد أحدث التقنيات الذكية.

وأكد أن “سار” ملتزمة بدورها الرائد في تحقيق مبادرة السعودية الخضراء المنبثقة من رؤية السعودية 2030، التي تتضمن زيادة اعتماد المملكة على الطاقة النظيفة، وخفض الانبعاثات الكربونية وحماية البيئة. وذلك وفقًا لما جاء في بيان أوردته وكالة الأنباء السعودية (واس).

ونوه وزير النقل والخدمات اللوجستية، بالدعم الكبير واللامحدود الذي تلقاه منظومة النقل والخدمات اللوجستية من لدن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء في تمكين القطاع، لتحقيق مشاريعه ومبادراته الخدمية والتنموية.

وتمثل هذه الخطوة إنجازًا مهمًا في إطار جهود المملكة العربية السعودية لتحقيق أهدافها البيئية، حيث تسعى المملكة إلى خفض انبعاثات الكربون بنسبة 27.5% بحلول عام 2030.

اترك تعليقاً

البريد الالكتروني غير مرئي لاي شخص! الحقول مطلوبة *

*